بلال بن رباح رضي الله عنه

.
هـو بلال بن رباح رضي الله عنه


مؤذن الرسول (ص) ... الذي عُـرف بعذوبة صوته
الرجل المعذب على رمال مكة و تحت صخرتها
الصارخ بـ أحد أحد ... حتى قال له ورقة بن نوفل : يا بلال احد احد ، والله لئن مت على هذا لأتخذن قبرك حَنَاناً.
الرجل الذي كان إن سمع كلمات المديح توجه اليه حنى راسه خجلا و هو يقول : انما انا حبشي كنت بالامس عبدا.
الرجل الذي اشتهر بملازمته للرسول (ص) و خدمته له و لاهل بيته عليهم السلام



لماذا نحفظ سيرته في حياة الرسول (ص) و نجد التعتيم عليها بعد وفاة الرسول (ص) ؟
ماذا حدث ؟ و ما كان موقفه في تلك الفترة ؟
مات رسول الله (ص) ، فامتنع بلال عن الاذان ....
رغم انه كان من الاوفياء للرسول (ص) الذين لا يعصون له امرا في حياته او وفاته
فلماذا خالف بلال امر الرسول (ص) في تنصيبه للاذان ؟



ببساطة ... كان هذا الامتناع موقفا سياسيا
فقد رفض بلال خلافة ابو بكر و رفض ان يبايع و رفض ان يؤذن لرجل لم يستخلفه رسول الله (ص)
و كان يرى الاذان في خلافته اذانا له و اعترافا به



و بالفعل بقى بلال ممتنعا عن الاذان ، حتى بلغه في احد الايام ان سيدة النساء (ع)
قالت : إنّي أشتهي أن أسمع صوت مؤذّن أبي بالأذان .
فأخذ في الأذان
فلمّا قال : « الله أكبر الله أكبر » ذكرت أباها (ص) وأيامه فلم تتمالك من البكاء
فلما بلغ إلى قوله « أشهد أن محمّداً رسول الله » شهقت فاطمة شهقةً وسـقطت لوجـهها وغشي عليها
فقال الناس لبلال : أمسـك يا بلال ، فقد فارقت ابنةُ رسول الله الدنيا
وظنوا أنها قد ماتت ، فقطع أذانه ولم يتمه ، فأفاقت فاطمة وسألته أن يتم الأذان فلم يفعل
وقال لها : يا سيدة النسوان ، إني أخشى عليك مما تنزلينه بنفسك إذا سمعت صوتي بالأذان ، فأعفته عن ذلك .



و بقى بلال في المدينة ، لا يبايع و لا يؤذن ... حتى فتحت الشام في زمن ابي بكر
فجاءه عمر بن الخطاب وأخذ بتلابيبه ، فقال : يا بلال ، إن هذا جزاء أبي بكر منك ؟! إنه أعتقك فلا تجيء تبايعه ؟!
فقال بلال : إن كان أبو بكر أعتقني لله فليدعني له ، وإن كان أعتقني لغير ذلك فها أنا ذا.
وأما بيعته فما كنت أبايع أحداً لم يستخلفه رسول الله
وإن بيعة ابن عمه يوم الغدير في أعناقنا إلى يوم القيامة ، فأينا يستطيع أن يبايِع على مولاه ؟
فقال له عمر : لا أم لك ، لا تقم معنا!
فرحل بلال الى الشام ، او بالاحرى نفي لها ... كما نفي لها المعارضون امثال ابوذر الغفاري و مالك الاشتر



زار بعدها المدينة ، بعدما راى الرسول (ص) في المنام وهو يقول له : ما هذه الجفوة يا بلال ؟! أما آن لك أن تزورني يا بلال؟
فانتبه حزينا وجلا خائفا ، فركب راحلته وقصد المدينة فأتى قبر النبي (ص) فجعل يبكي عنده ويمرغ وجهه عليه.
فأقبل الحسن والحسين (ع) فجعل يضمهما ويقبلهما
فقالا له : يا بلال ، نشتهي أن نسمع أذانك الذي كنت تؤذّنه لرسول الله (ص) في السحر ، ففعل
و علا سطح المسجد ، فوقف موقفه الذي كان يقف فيه ، فلما أن قال : « الله أكبر الله أكبر » ارتجت المدينة .
فلما أن قال : « أشهد أن لا إله إلا الله » زاد تعاجيجها ، فلماأن قال : « أشهد أن محمداً رسول الله » خرج العواتق من خدورهن
فقالوا : أبعث رسول الله (ص) ؟! فما رؤي يوماً أكثر باكياً وباكية بعد رسول الله صلى الله عليه وآله من ذلك اليوم


نلاحظ ان بلال لم يؤذن بعد وفاة الرسول (ص) رغم الحاح الناس عليه
لم يستجب فيها الا مرتين ، عندما طلب ذلك اهل البيت الاطهار عليهم السلام
كما ان تاثر الناس باذان بلال و ربطهم له برسول الله (ص)
يجعلنا نفهم لم استخدم بلال الامتناع عن الاذان كوسيلة معارضه




و مات بلال ... في الشام ... بعيدا عن حبيبه المصطفى
فرحمة الله على الوفي الموالي




قال الامام الصادق (ع) : رحم الله بلالا فانه كان يحبنا اهل البيت