أنا أبكي في كل مرة محتضنة يداي
فانا بحق أجد راحه عجيبة حين أبكي
, أبكي في كل مرة أشعر فيها بالضيق , أبداً لاأحاول أن أحرمـ نفسي من نعمة البكاء , فبعد أن أمسح بقايا آثار دموعي , أشعر أن هناك ثقل زاح عن صدري !
فالبكاء أصدق تعبير بل أصدق لغة تترجمـ من خلالها المشاعر الإنسانية التي تجتاحنا ، فدموع العين حين تخرج تأخذ معها زفرات الحزن وأنين الأسى والألمـ , بالدموع نستطيع أن نعبر عن الحزن والسعادة, والبكاء أصدق متنفس !
ليس الغريب في أن أبكي , فأنا بحق اعتدت البكاء حين يحتاج الموقف , ولكن الغريب أن أرى رجلاً يبكي , هكذا كان اعتقادي , ولعل مجتمعي فطر في قلبي بأن [ البكاء عيبُ للرجل ] فصدقت وأيقنت وآمنت
!
ولكن ..
أيقنت أنه من الظلمـ أن نحرمـ تلك النعمة على الرجال , فأنا أعلمـ يقيناً أن الرجل [ كتلة مشاعر
] , فلماذا يقيد المجتمع دموع الرجال ..؟!
لماذا بعض الرجال يرون أنه من المخزي , أن يطلق العنان لدموعه لتنزل بأصدق المشاعر التي تختلجه..؟!
لماذا البعض الآخر من آدمـ يكابر ويتستر عن تلك الدمعة, حفاظا على رجولته ..؟!
لماذا حين يبكي الصغير , يوبخ بمقولة( انت رجال , الدموع للبنات ! ) ..؟!
علما بأن الله قال ( خُلق الإنسان ضعيفا ) والخطاب لعموم الإنسانية_ آدم وحواء_ فكلنا ضعفاء أمام أحزاننا , فلمـ يخلق ربي تلك الدموع عبثاً , بله جعله متنفساً عن شعورا بالضعف !
( ربي ماارحمـك , حين تخلق نعمه ونحرمها )
أعلم أن الرجل خلق بجبله صلبه , وبتركيب جسدي , يجعله قادر على التحمل
, ولكن هناك أمور يصعب علينا تحملها نساءً ورجالاً , ففي الآيه نحن سواء بضعفنا تجاه مشاعرنا !
والمفاضله في التركيب الجسدي لا في قوة كبت المشاعر ..!
آدمـ .. حين رأيت الدموع عيبا , ونقصا لرجولتك , لن تكن أكثر عزا ومرجله من – رسول الله " صلى الله عليه وسلم " , فقد بكى الرسول لما مات ابنه إبراهيمـ فقد دمعت عيناه وبكى رحمة له وقال تدمع العين ويحزن القلب ولا نقول إلا ما يرضي ربنا وإنا بك يا إبراهيم لمحزونون ..!